منتديات ستار هاكرز
سيرة النبي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا سيرة النبي  829894
ادارة
المنتدي
سيرة النبي  103798
منتديات ستار هاكرز
سيرة النبي  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا سيرة النبي  829894
ادارة
المنتدي
سيرة النبي  103798
منتديات ستار هاكرز
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


كل ما يتعلق بالهاكرز
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
إعلان مهم

 

 سيرة النبي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Mr.Taha
المدير العام

المدير العام
Mr.Taha


عدد المساهمات : 236
نقاط التميز : 647
العمر : 32
الجنس : ذكر
البلد : المغرب

سيرة النبي  Empty
مُساهمةموضوع: سيرة النبي    سيرة النبي  Icon_minitimeالأحد يوليو 24, 2011 5:40 pm


نسب النبي صلى الله عليه وسلم
محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة
بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن
مدركة بن إلياس بن مضر بن نذار بن معد بن عدنان . إلى هنا معلوم الصحة .
وما فوق عدنان مختلف فيه . ولا خلاف أن عدنان من ولد إسماعيل وإسماعيل هو
الذبيح على القول الصواب . والقول بأنه إسحاق باطل .

ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم ولد بمكة عام الفيل . وكانت وقعة الفيل
تقدمة قدمها الله لنبيه وبيته وإلا فأهل الفيل نصارى أهل كتاب دينهم خير من
دين أهل مكة . لأنهم عباد أوثان . فنصرهم الله نصرا لا صنع للبشر فيه
تقدمة للنبي الذي أخرجته قريش من مكة . وتعظيما للبلد الحرام .

قصة الفيل
وكان سبب قصة أصحاب الفيل - على ما ذكر محمد بن إسحاق - أن أبرهة بن الصباح
كان عاملا للنجاشي ملك الحبشة على اليمن فرأى الناس يتجهزون أيام الموسم
إلى مكة - شرفها الله - فبنى كنيسة بصنعاء . وكتب إلى النجاشي " إني بنيت
لك كنيسة لم يبن مثلها ، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب " فسمع به
رجل من بني كنانة فدخلها ليلا . فلطخ قبلتها بالعذرة . فقال أبرهة من الذي
اجترأ على هذا ؟ قيل رجل من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت . فحلف أبرهة
ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها . وكتب إلى النجاشي يخبره بذلك فسأله أن يبعث
إليه بفيله . وكان له فيل يقال له محمود لم ير مثله عظما وجسما وقوة .
فبعث به إليه . فخرج أبرهة سائرا إلى مكة . فسمعت العرب بذلك فأعظموه ورأوا
جهاده حقا عليهم .

فخرج ملك من ملوك اليمن ، يقال له ذو نفر . فقاتله . فهزمه أبرهة وأخذه
أسيرا ، فقال أيها الملك فاستبقني خيرا لك ، فاستبقاه وأوثقه .

وكان أبرهة رجلا حليما . فسار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج إليه نفيل بن
حبيب الخثعمي ، ومن اجتمع إليه من قبائل العرب . فقاتلوهم فهزمهم أبرهة .
فأخذ نفيلا ، فقال له أيها الملك إنني دليلك بأرض العرب ، وهاتان يداي على
قومي بالسمع والطاعة . فاستبقني خيرا لك . فاستبقاه . وخرج معه يدله على
الطريق .

فلما مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب في رجال من ثقيف . فقال له أيها
الملك نحن عبيدك . ونحن نبعث معك من يدلك . فبعثوا معه بأبي رغال مولى لهم .
فخرج حتى إذا كان بالمغمس مات أبو رغال ، وهو الذي يرجم قبره . وبعث أبرهة
رجلا من الحبشة - يقال له الأسود بن مفصود - على مقدمة خيله وأمر بالغارة
على نعم الناس . فجمع الأسود إليه أموال الحرم . وأصاب لعبد المطلب مائتي
بعير .

ثم بعث رجلا من حمير إلى أهل مكة ، فقال أبلغ شريفها أنني لم آت لقتال بل جئت لأهدم البيت . فانطلق فقال لعبد المطلب ذلك .

فقال عبد المطلب : ما لنا به يدان . سنخلي بينه وبين ما جاء له . فإن هذا
بيت الله وبيت خليله إبراهيم . فإن يمنعه فهو بيته وحرمه . وأن يخل بينه
وبين ذلك فسيرة النبي  0121 ما لنا به من قوة .

قال فانطلق معي إلى الملك - وكان ذو نفر صديقا لعبد المطلب - فأتاه فقال يا
ذا نفر هل عندك غناء فيما نزل بنا ؟ فقال ما غناء رجل أسير لا يأمن أن
يقتل بكرة أو عشيا ، ولكن سأبعث إلى أنيس سائس الفيل فإنه لي صديق فأسأله
أن يعظم خطرك عند الملك .

فأرسل إليه فقال لأبرهة إن هذا سيد قريش يستأذن عليك . وقد جاء غير ناصب لك ولا مخالف لأمرك ، وأنا أحب أن تأذن له .

وكان عبد المطلب رجلا جسيما وسيما . فلما رآه أبرهة أعظمه وأكرمه . وكره أن
يجلس معه على سريره . وأن يجلس تحته . فهبط إلى البساط فدعاه فأجلسه معه .
فطلب منه أن يرد عليه مائتي البعير التي أصابها من ماله .

فقال أبرهة لترجمانه قل له إنك كنت أعجبتني حين رأيتك . ولقد زهدت فيك .
قال لم ؟ قال جئت إلى بيت - هو دينك ودين آبائك ، وشرفكم وعصمتكم - لأهدمه .
فلم تكلمني فيه وتكلمني في مائتي بعير ؟ قال أنا رب الإبل . والبيت له رب
يمنعه منك .

فقال ما كان ليمنعه مني . قال فأنت وذاك . فأمر بإبله فردت عليه . ثم خرج
وأخبر قريشا الخبر . وأمرهم أن يتفرقوا في الشعاب ويتحرزوا في رءوس الجبال
خوفا عليهم من معرة الجيش . ففعلوا . وأتى عبد المطلب البيت . فأخذ بحلقة
الباب وجعل يقول

يا رب لا أرجو لهم سواكا

يا رب فامنع منهمو حماكا

إن عدو البيت من عاداكا

فامنعهمو أن يخربوا قراكا


وقال أيضا :

لا هم إن المرء يمنع رحله

وحلاله فامنع حلالك

لا يغلبن صليبهم

ومحالهم غدوا محالك

جروا جموعهم وبلادهم

والفيل كي يسبوا عيالك

إن كنت تاركهم وكعب

تنا فأمر ما بدا لك


ثم توجه في بعض تلك الوجوه مع قومه . وأصبح أبرهة بالمغمس قد تهيأ للدخول .
وعبأ جيشه . وهيأ فيه . فأقبل نفيل إلى الفيل . فأخذ بأذنه . فقال ابرك
محمود . فإنك في بلد الله الحرام . فبرك الفيل فبعثوه فأبى . فوجهوه إلى
اليمن ، فقام يهرول . ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك . ووجهوه إلى المشرق
ففعل ذلك . فصرفوه إلى الحرم فبرك . وخرج نفيل يشتد حتى صعد الجبل فأرسل
الله طيرا من قبل البحر مع كل طائر ثلاثة أحجار . حجرين في رجليه وحجرا في
منقاره . فلما غشيت القوم أرسلتها عليهم . فلم تصب تلك الحجارة أحدا إلا
هلك . وليس كل القوم أصابت . فخرج البقية هاربين يسألون عن - 36 - نفيل
ليدلهم على الطريق إلى اليمن . فماج بعضهم في بعض . يتساقطون بكل طريق
ويهلكون على كل منهل . وبعث الله على أبرهة داء في جسده . فجعلت تساقط
أنامله حتى انتهى إلى صنعاء وهو مثل الفرخ . وما مات حتى انصدع صدره عن
قلبه ثم هلك .



وفاة عبد الله والد رسول الله
قد اختلف في وفاة أبيه هل توفي بعد ولادته أو قبلها ؟ الأكثر على أنه توفي
وهو حمل . ولا خلاف أن أمه ماتت بين مكة والمدينة بالأبواء منصرفها من
المدينة من زيارة أخواله . ولم يستكمل إذ ذاك ست سنين .

فكفله جده عبد المطلب . ورق عليه رقة لم يرقها على أولاده . فكان لا يفارقه
. وما كان أحد من ولده يجلس على فراشه - إجلالا له - إلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم .

وقدم مكة قوم من بني مدلج من القافة . فلما نظروا إليه قالوا لجده احتفظ به
. فلم نجد قدما أشبه بالقدم الذي في المقام من قدمه . فقال لأبي طالب اسمع
ما يقول هؤلاء واحتفظ به .

وتوفي جده في السنة الثامنة من مولده . وأوصى به إلى أبي طالب . وقيل إنه قال له

أوصيك يا عبد مناف بعدي

بمفرد بعد أبيه فرد

وكنت كالأم له في الوجد

تدنيه من أحشائها والكبد

فأنت من أرجى بني عندي

لرفع ضيم ولشد عضد






عبد المطلب جد رسول الله

قال ابن إسحاق : وكان عبد المطلب من سادات قريش ، محافظا على العهود .
متخلقا بمكارم الأخلاق . يحب المساكين ويقوم في خدمة الحجيج ويطعم في
الأزمات . ويقمع الظالمين . وكان يطعم حتى الوحوش والطير في رءوس الجبال .
وكان له أولاد أكبرهم الحارث . توفي في حياة أبيه . وأسلم من أولاد الحارث
عبيدة . قتل ببدر وربيعة ، وأبو سفيان وعبد الله .

ومنهم الزبير بن عبد المطلب شقيق عبد الله . وكان رئيس بني هاشم وبني
المطلب في حرب الفجار . شريفا شاعرا . ولم يدرك الإسلام . واسم من أولاده
عبد الله . واستشهد بأجنادين . وضباعة ومجل وصفية وعاتكة .

وأسلم منهم حمزة بن عبد المطلب ، والعباس .

ومنهم أبو لهب مات عقيب بدر . وله من الولد عتيبة الذي دعا عليه النبي صلى
الله عليه وسلم فقتله السبع . وله عتبة ومعتب . أسلما يوم الفتح . ومن
بناته أروى . تزوجها كرز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس . فولدت له عامرا
وأروى . فتزوج أروى عفان بن أبي العاص بن أمية . فولدت له عثمان ثم خلف
عليها عقبة بن أبي معيط ، فولدت له الوليد بن عقبة ، وعاشت إلى خلافة ابنها
عثمان .

ومنهن برة بنت عبد المطلب ، أم أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي .

ومنهن عاتكة أم عبد الله بن أبي أمية . وهي صاحبة المنام قبل يوم بدر . واختلف في إسلامها .

ومنهن صفية أم الزبير بن العوام . أسلمت وهاجرت .

وأروى أم آل جحش - عبد الله وأبي أحمد وعبيد الله وزينب وحمنة .

وأم عبد المطلب : هي سلمى بنت زيد من بني النجار ، تزوجها أبوه هاشم بن عبد
مناف . فخرج إلى الشام - وهي عند أهلها ، وقد حملت بعبد المطلب - فمات
بغزة . فرجع أبو رهم بن عبد العزى وأصحابه إلى المدينة بتركته . وولدت
امرأته سلمى : عبد المطلب . وسمته شيبة الحمد . فأقام في أخواله مكرما .
فبينما هو يناضل الصبيان فيقول أنا ابن هاشم سمعه رجل من قريش ، فقال لعمه
المطلب إني مررت بدور بني قيلة فرأيت غلاما يعتزي إلى أخيك . وما ينبغي ترك
مثله في الغربة . فرحل إلى المدينة في طلبه . فلما رآه فاضت عيناه وضمه
إليه وأنشد شعرا :

عرفت شيبة والنجار قد جعلت

أبناءها حوله بالنبل تنتصل

عرفت أجلاده فينا وشيمته

ففاض مني عليه وابل هطل


فأردفه على راحلته فقال يا عم ذلك إلى الوالدة . فجاء إلى أمه . فسألها أن
ترسل به معه فامتنعت . فقال لها : إنما يمضي إلى ملك أبيه وإلى حرم الله .
فأذنت له . فقدم به مكة ، فقال الناس هذا عبد المطلب . فقال ويحكم إنما هو
ابن أخي هاشم .

فأقام عنده حتى ترعرع . فسلم إليه ملك هاشم من أمر البيت والرفادة والسقاية وأمر الحجيج وغير ذلك .

وكان المطلب شريفا مطاعا جوادا ، وكانت قريش تسميه الفياض لسخائه . وهو
الذي عقد الحلف بين قريش وبين النجاشي . وله من الولد الحارث ومخرمة وعباد
وأنيس وأبو عمر وأبو رهم وغيرهم .

ولما مات وثب نوفل بن عبد مناف على أركاح شيبة . فغصبه إياها ، فسأل رجالا
من قريش النصرة على عمه . فقالوا : لا ندخل بينك وبين عمك فكتب إلى أخواله
من بني النجار أبياتا معها :

يا طول ليلي لأحزاني وإشغالي

هل من رسول إلى النجار أخوالي ؟

بني عدي ودينار ومازنها

ومالك عصمة الحيران عن حالي

قد كنت فيهم وما أخشى ظلامة ذي

ظلم عزيزا منيعا ناعم البال

حتى ارتحلت إلى قومي ، وأزعجني

لذاك مطلب عمي بترحالي

فغاب مطلب في قعر مظلمة

ثم انبرى نوفل يعدو على مالي

لما رأى رجلا غابت عمومته

وغاب أخواله عنه بلا والي

فاستنفروا وامنعوا ضيم ابن أختكم

لا تخذلوه فما أنتم بجذالي


فلما وقف خاله أبو سعد بن عدي بن النجار على كتابه بكى . وسار من المدينة
في ثمانين راكبا ، حتى قدم مكة . فنزل بالأبطح فتلقاه عبد المطلب ، وقال
المنزل يا خال . فقال لا سيرة النبي  0121
حتى ألقى نوفلا . فقال تركته بالحجر جالسا في مشايخ قومه . فأقبل أبو سعد
حتى وقف عليهم فقام نوفل قامئا ، فقال يا أبا سعد أنعم صباحا . فقال لا
أنعم الله لك صباحا ، وسل سيفه . وقال ورب هذا البيت لئن لم ترد على ابن
أختي أركاحه لأمكنن منك هذا السيف . فقال رددتها عليه . فأشهد عليه مشايخ
قريش . ثم نزل على شيبة فأقام عنده ثلاثا . ثم اعتمر ورجع إلى المدينة .
فقال عبد المطلب :

ويأبى مازن وأبو عدي

ودينار بن تيم الله ضيمي

بهم رد الإله علي ركحي

وكانوا في انتساب دون قومي


فلما جرى ذلك حالف نوفل بني عبد شمس بن عبد مناف على بني هاشم وحالفت بنو
هاشم : خزاعة على بني عبد شمس ونوفل . فكان ذلك سببا لفتح مكة . كما سيأتي .


فلما رأت خزاعة نصر بني النجار لعبد المطلب قالوا : نحن ولدناه كما ولدتموه
فنحن أحق بنصره . وذلك أن أم عبد مناف منهم . فدخلوا دار الندوة وتحالفوا
وكتبوا بينهم كتابا .





عبد الله والد رسول الله

وأما عبد الله والد النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذبيح .

وسبب ذلك أن عبد المطلب أمر في المنام بحفر زمزم . ووصف له موضعها . وكانت
جرهم قد غلبت آل إسماعيل على مكة ، وملكوها زمانا طويلا . ثم أفسدوا في حرم
الله . فوقع بينهم وبين خزاعة حرب وخزاعة من قبائل اليمن ، من أهل سبأ .
ولم يدخل بينهم بنو إسماعيل . فغلبتهم خزاعة . ونفت جرهما من مكة . وكانت
جرهم قد دفنت الحجر الأسود ، والمقام وبئر زمزم . وظهر بعد ذلك قصي بن كلاب
على مكة . ورجع إليه ميراث قريش . فأنزل بعضهم داخل مكة - وهم قريش
الأباطح - و بعضهم خارجها - وهم قريش الظواهر - فبقيت زمزم مدفونة إلى عصر
عبد المطلب . فرأى في المنام موضعها . فقام يحفر فوجد فيها سيوفا مدفونة
وحليا ، وغزالا من ذهب مشنفا بالدر . فعلقه عبد المطلب على الكعبة . وليس
مع عبد المطلب إلا ولده الحارث . فنازعته قريش ، وقالوا له أشركنا ، فقال
ما أنا بفاعل . هذا أمر خصصت به . فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم
إليه .

فنذر حينئذ عبد المطلب : لئن آتاه الله عشرة أولاد وبلغوا أن يمنعوه لينحرن
أحدهم عند الكعبة . فلما تموا عشرة . وعرف أنهم يمنعونه أخبرهم بنذره
فأطاعوه . وكتب كل منهم اسمه في قدح . وأعطوها القداح قيم هبل - وكان الذي
يجيل القداح - فخرج القدح على عبد الله . وأخذ عبد المطلب المدية ليذبحه .
فقامت إليه قريش من ناديها فمنعوه . فقال كيف أصنع بنذري ؟ فأشاروا عليه أن
ينحر مكانه عشرا من الإبل . فأقرع بين عبد الله وبينها . فوقعت القرعة
عليه . فاغتم عبد المطلب ، ثم لم يزل عشرا عشرا ، ولا تقع القرعة إلا عليه
إلى أن بلغ مائة . فوقعت القرعة على الإبل . فنحرت عنه . فجرت سنة وروي عن
النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال أنا ابن الذبيحين يعني إسماعيل عليه
السلام وأباه عبد الله . ثم ترك عبد المطلب الإبل لا يرد عنها إنسانا ولا
سبعا . فجرت الدية في قريش والعرب مائة من الإبل وأقرها رسول الله صلى الله
عليه وسلم في الإسلام . وقالت صفية بنت عبد المطلب :

نحن حفرنا للحجيج زمزم

سقيا الخليل وابنه المكرم

جبريل الذي لم يذمم

شفاء سقم وطعام مطعم




أبو طالب عم رسول الله
وأما أبو طالب فهو الذي يتولى تربية رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد
جده كما تقدم ورق عليه رقة شديدة . وكان يقدمه على أولاده .

قال الواقدي : قام أبو طالب - من سنة ثمان من مولد رسول الله صلى الله عليه
وسلم إلى السنة العاشرة من النبوة ثلاث وأربعين - يحوطه ويقوم بأمره ويذب
عنه . ويلطف به .

وقال أبومحمد بن قدامة : كان يقر بنبوة النبي صلى الله عليه وسلم . وله في ذلك أشعار . منها :

ألا أبلغا عني على ذات بيننا

لؤيا . وخصا من لؤي بني كعب

بأنا وجدنا في الكتاب محمدا

نبيا كموسى ، خط في أول الكتب

وأن عليه في العباد محبة

ولا خير ممن خصه الله بالحب


ومنها :

تعلم خيار الناس أن محمدا

وزيرا لموسى والمسيح ابن مريم

فلا تجعلوا لله ندا وأسلموا

فإن طريق الحق ليس بمظلم


ولكنه أبى أن يدين بذلك خشية العار . ولما حضرته الوفاة . دخل عليه رسول
الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية - فقال يا عم
قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله فقالا له أترغب عن ملة عبد
المطلب ؟ فلم يزل صلى الله عليه وسلم يرددها عليه وهما يرددان عليه حتى كان
آخر كلمة قالها هو على ملة عبد المطلب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لأستغفرن لك ما لم أنه عنك فأنزل الله تعالى ( 9 : 113 ) ما كان للنبي
والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم
أنهم أصحاب الجحيم ونزل قوله تعالى ( 38 : 56 ) إنك لا تهدي من أحببت
ولكن الله يهدي من يشاء - الآية .

قال ابن إسحاق : وقد رثاه ولده علي بأبيات منها :

أرقت لطير آخر الليل غردا

يذكرني شجوا عظيما مجددا

أبا طالب مأوى الصعاليك ذا الندى

جوادا إذا ما أصدر الأمر أوردا

فأمست قريش يفرحون بموته

ولست أرى حيا يكون مخلدا

أرادوا أمورا زيفتها حلومهم

ستوردهم يوما من الغي موردا

يرجون تكذيب النبي وقتله

وأن يفترى قدما عليه ويجحدا

كذبتم وبيت الله حتى نذيقكم

صدور العوالي والحسام المهندا


خلف أبو طالب أربعة ذكور وابنتين . فالذكور طالب وعقيل وجعفر وعلي ، وبين كل واحد عشر سنين . فطالب أسنهم ثم عقيل ثم جعفر ثم علي .

فأما طالب فأخرجه المشركون يوم بدر كرها . فلما انهزم الكفار طلب فلم يوجد
في القتلى ، ولا في الأسرى ، ولا رجع إلى مكة ، وليس له عقب .

وأما عقيل فأسر ذلك اليوم . ولم يكن له مال . ففداه عمه العباس . ثم رجع
إلى مكة . فأقام بها إلى السنة الثامنة . ثم هاجر إلى المدينة . فشهد مؤتة
مع أخيه جعفر . وهو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم وهل ترك لنا
عقيل من منزل ؟ واستمرت كفالة أبي طالب لرسول الله صلى الله عليه وسلم -
كما ذكرنا -

فلما بلغ اثنتي عشرة سنة - وقيل تسعا خرج به أبو طالب إلى الشام في تجارة
فرآه بحيري الراهب وأمر عمه أن لا يقدم به إلى الشام ، خوفا عليه من اليهود
. فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى المدينة .

ووقع في الترمذي " أنه بعث معه بلالا " وهو غلط واضح . فإن بلالا إذ ذلك لعله لم يكن موجودا





خروجه إلى الشام وزواجه خديجة
فلما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة خرج إلى الشام في
تجارة لخديجة رضي الله عنها ، ومعه ميسرة غلامها . فوصل بصرى .

ثم رجع فتزوج عقب رجوعه خديجة بنت خويلد . وهي أول امرأة تزوجها ، وأول
امرأة ماتت من نسائه . ولم ينكح عليها غيرها . وأمره جبريل " أن يقرأ عليها
السلام من ربها ويبشرها ببيت في الجنة من قصب " .





تحنثه في غار حراء
ثم حبب إليه الخلاء . والتعبد لربه فكان يخلو بغار حراء يتعبد فيه . وبغضت
إليه الأوثان ودين قومه . فلم يكن شيء أبغض إليه من ذلك . وأنبته الله
نباتا حسنا ، حتى كان أفضل قومه مروءة وأحسنهم خلقا ، وأعزهم جوارا ،
وأعظمهم حلما ، وأصدقهم حديثا . وأحفظهم لأمانة . حتى سماه قومه " الأمين "
لما جمع الله فيه من الأحوال الصالحة . والخصال الكريمة المرضية

بناء الكعبة
ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة قامت قريش في بناء الكعبة حين تضعضعت .

قال أهل السير كان أمر البيت - بعد إسماعيل عليه السلام - إلى ولده ثم غلبت
جرهم عليه . فلم يزل في أيديهم حتى استحلوا حرمته . وأكلوا ما يهدى إليه .
وظلموا من دخل مكة ثم وليت خزاعة البيت بعدهم إلا أنه كان إلى قبائل من
مضر ثلاث خلال-

الإجازة بالناس من عرفة يوم الحج إلى مزدلفة ، تجيزهم صوفة .

والثانية الإفاضة من جمع ، غداة النحر إلى منى . وكان ذلك إلى يزيد بن عدوان ، وكان آخر من ولي ذلك منهم أبو سيارة .

والثالثة إنساء الأشهر الحرم . وكان إلى رجل من بني كنانة يقال له حذيفة ثم صار إلى جنادة بن عوف .

قال ابن إسحاق : ولما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وثلاثين سنة
جمعت قريش لبنيان الكعبة . وكانوا يهمون بذلك ليسقفوها ، ويهابون هدمها ،
وإنما كانت رضما فوق القامة فأرادوا رفعها وتسقيفها . وذلك أن قوما سرقوا
كنز الكعبة وكان في بئر في جوف الكعبة . وكان البحر قد رمى سفينة إلى جدة
لرجل من تجار الروم ، فتحطمت . فأخذوا خشبها فأعدوه لسقفها .

وكان بمكة رجل قبطي نجار . فهيأ لهم بعض ما كان يصلحها . وكانت حية تخرج من
بئر الكعبة التي كان يطرح فيه ما يهدى لها كل يوم فتتشرق على جدار الكعبة ،
وكانت مما يهابون . وذلك أنه كان لا يدنو منها أحد إلا اخزألت وكشت وفتحت
فاها . فبينما هي ذات يوم تتشرق على جدار الكعبة ، بعث الله إليها طائرا
فاختطفها . فذهب بها . فقالت قريش : إنا لنرجو أن يكون الله قد رضي ما
أردنا . عندنا عامل رفيق وعندنا خشب . وقد كفانا الله الحية .

فلما أجمعوا أمرهم في هدمها وبنائها : قام أبو وهب بن عمرو بن عائذ
المخزومي فتناول من الكعبة حجرا . فوثب من يده حتى رجع إلى موضعه فقال يا
معشر قريش ، لا تدخلوا في بنيانها من كسبكم إلا طيبا ، لا يدخل فيها مهر
بغي ولا بيع ربا . ولا مظلمة أحد من الناس .

ثم إن قريشا تجزأت الكعبة . فكان شق الباب لبني عبد مناف وزهرة . وما بين
الركن الأسود واليماني - 44 - لبني مخزوم . وقبائل من قريش انضافت إليهم .
وكان ظهر الكعبة : لبني جمح وبني سهم . وكان شق الحجر : لبني عبد الدار
ولبني أسد بن عبد العزى ، ولبني عدي . وهو الحطيم .

ثم إن الناس هابوا هدمها . فقال الوليد بن المغيرة : أنا أبدؤكم في هدمها ،
فأخذ المعول . ثم قام عليها . وهو يقول اللهم لا ترع - أو لم نزغ - اللهم
إنا لا نريد إلا الخير . ثم هدم من ناحية الركنين . فتربص الناس تلك الليلة
. وقالوا : إن أصيب لم نهدم منها شيئا . ورددناها كما كانت وإلا فقد رضي
الله ما صنعنا . فأصبح الوليد من ليلته غاديا على عمله . فهدم وهدم الناس
معه .

حتى إذا انتهى الهدم بهم إلى الأساس - أساس إبراهيم عليه السلام - أفضوا
إلى حجارة خضر كالأسنة أخذ بعضها بعضا . فأدخل بعضهم عتلة بين حجرين منها
ليقلع أحدهما . فلما تحرك الحجر : انتفضت مكة بأسرها . فانتهوا عند ذلك
الأساس .

ثم إن القبائل من قريش جمعت الحجارة لبنائها ، كل قبيلة تجمع على حدة . ثم
بنوها . حتى بلغ البنيان موضع الحجر الأسود . فاختصموا فيه كل قبيلة تريد
أن ترفعه إلى موضعه حتى تحاوروا وتخالفوا وأعدوا للقتال فقربت بنو عبد
الدار جفنة مملوءة دما . تعاهدوا - هم وبنو عدي بن كعب - على الموت وأدخلوا
أيديهم في ذلك الدم . فسموا " لعقة الدم " فمكثت قريش على ذلك أربع ليال .
أو خمسا .

ثم إنهم اجتمعوا في المسجد . فتشاوروا وتناصفوا .

فزعم بعض أهل الرواية أن أبا أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم
المخزومي - وكان يومئذ أسن قريش كلهم - قال اجعلوا بينكم أول من يدخل من
باب المسجد . ففعلوا . فكان أول من دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم .
فلما رأوه قالوا " هذا الأمين رضينا به هذا محمد " فلما انتهى إليهم أخبروه
الخبر . فقال صلى الله عليه وسلم هلم إلي ثوبا " فأتي به . فأخذ الركن
فوضعه فيه بيده . ثم قال لتأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب . ثم ارفعوا جميعا
" ففعلوا ، حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده صلى الله عليه وسلم ثم
بنى عليه .

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينقل معهم الحجارة . وكانوا يرفعون
أزرهم على عواتقهم ففعل ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فلبط به - أي طاح
على وجهه - ونودي " استر عورتك " فما رئيت له عورة بعد ذلك .

فلما بلغوا خمسة عشر ذراعا سقفوه على ستة أعمدة .

وكان البيت يكسى القباطي . تم كسي البرود . وأول من كساه الديباج الحجاج بن يوسف .

وأخرجت قريش الحجر لقلة نفقتهم . ورفعوا بابها عن الأرض لئلا يدخلها إلا من
أرادوا . وكانوا إذا أرادوا أن لا يدخلها أحد لا يريدون دخوله تركوه حتى
يبلغ الباب ثم يرمونه .

فلما بلغ صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله بشيرا ونذيرا . وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا .





بعض ما كان عليه أهل الجاهلية
ونذكر قبل ذلك شيئا من أمور الجاهلية وما كانت عليه قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال قتادة : ذكر لنا : أنه كان بين آدم ونوح عشرة قرون . كلهم على الهدى ،
وعلى شريعة من الحق . ثم اختلفوا بعد ذلك . فبعث الله نوحا عليه السلام .
وكان أول رسول إلى أهل الأرض . قال ابن عباس في قوله تعالى ( 2 : 213 ) كان
الناس أمة واحدة قال على الإسلام كلهم . وكان أول ما كادهم به الشيطان هو
تعظيم الصالحين وذكر الله ذلك في كتابه في قوله ( 71 : 23 ) وقالوا لا
تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا قال ابن عباس :
كان هؤلاء قوما صالحين . فلما ماتوا في شهر جزع عليهم أقاربهم . فصوروا
صورهم .

وفي غير حديثه " قال أصحابهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة " قال
فكان الرجل يأتي أخاه وابن عمه فيعظمه حتى ذهب ذلك القرن . ثم جاء قرن آخر .
فعظموهم أشد من الأول . ثم جاء القرن الثالث فقالوا : ما عظم أولونا هؤلاء
إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم . فلما بعث الله إليهم نوحا -
وغرق من غرق - أهبط الماء هذه الأصنام من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض
جدة . فلما نضب الماء بقيت على الشط فسفت الريح عليها التراب حتى وارتها .




عمرو بن لحي أول من غير دين إبراهيم
وكان عمرو بن لحي سيد خزاعة كاهنا وله رئي من الجن فأتاه . فقال " عجل
السير والظعن من تهامة بالسعد والسلامة ائت جدة ، تجد أصناما معدة فأوردها
تهامة ولا تهب وادع العرب إلى عبادتها تجب " فأتى جدة فاستثارها ، ثم حملها
حتى أوردها تهامة .

وحضر الحج ، فدعا العرب إلى عبادتها . فأجابه عوف بن عذرة فدفع إليه ودا
فحمله . فكان بوادي القرى بدومة الجندل . وسمى ابنه عبد ود فهو أول من سمي
به . فلم يزل بنوه يسدنونه حتى جاء الإسلام . فبعث رسول الله صلى الله عليه
وسلم خالد بن الوليد لهدمه . فحالت بينه وبينه بنو عذرة ، وبنو عامر .
فقاتلهم فقتلهم . ثم هدمه وجعله جذاذا .

وأجابت عمرو بن لحي بن مضر بن نزار . فدفع إلى رجل من هذيل سواعا ، فكان
بأرض يقال لها : وهاط من بطن نخلة . يعبده من يليه من مضر . وفي ذلك قيل

تراهم حول قبلتهم عكوفا

كما عكفت هذيل على سواع


وأجابته مذحج . فدفع إلى نعيم بن عمر المرادي يغوث . وكان بأكمة باليمن تعبده مذحج ومن والاها .

وأجابته همدان فدفع إليهم يعوق فكان بقرية يقال لها خيوان . تعبده همدان ومن والاها من اليمن .

وأجابته حمير ، فدفع إليهم نسرا . فكان بموضع بسبأ تعبده حمير ومن والاها .

فلم تزل هذه الأصنام تعبد حتى بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم فكسرها .

وفي الصحيح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت عمرو
بن عامر الخزاعي يجر قصبه في النار . فكان أول من سيب السوائب وفي لفظ
وغير دين إبراهيم وفي لفظ عن ابن إسحاق فكان أول من غير دين إبراهيم ونصب
الأوثان

وكان أهل الجاهلية على ذلك فيهم بقايا من دين إبراهيم مثل تعظيم البيت
والطواف به والحج والعمرة والوقوف بعرفة ومزدلفة ، وإهداء البدن . وكانت
نزار تقول في إهلالها " لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك ، إلا شريكا هو لك
، تملكه وما ملك " فأنزل الله ( 30 : 38 ) ضرب لكم مثلا من أنفسكم هل لكم
من ما ملكت أيمانكم من شركاء في ما رزقناكم فأنتم فيه سواء تخافونهم
كخيفتكم أنفسكم كذلك نفصل الآيات لقوم يعقلون




صنم مناة
ومن أقدم أصنامهم مناة . وكان منصوبا على ساحل البحر من ناحية المشلل بقديد
بين مكة والمدينة . وكانت العرب تعظمه قاطبة ولم يكن أحد أشد تعظيما له من
الأوس والخزرج ، وبسبب ذلك أنزل الله تعالى ( 2 : 158 ) إن الصفا والمروة
من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما - الآية
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا رضي الله عنه فهدمها عام الفتح .

صنم اللات
ثم اتخذوا اللات في الطائف ، قيل إن أصل ذلك رجل كان يلت السويق للحاج فمات
. فعكفوا على قبره . وكانت صخرة مربعة وكان سدنتها ثقيف ، وكانوا قد بنوا
عليها بيتا . فكان جميع العرب يعظمونها ، وكانت العرب تسمي زيد اللات ،
وتيم اللات . وهي في موضع منارة مسجد الطائف . فلما أسلمت ثقيف ، بعث رسول
الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار .

صنم العزى
ثم اتخذوا العزى . وهي أحدث من اللات . وكانت بوادي نخلة . فوق ذات عرق
وبثوا عليها بيتا . وكانوا يسمعون منها الصوت . وكانت قريش تعظمها . فلما
فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، بعث خالد بن الوليد فأتاها فعضدها ،
وكانت ثلاث سمرات . فلما عضد الثالثة فإذا بحبشية نافشة شعرها ، واضعة
يدها على عاتقها ، تضرب بأنيابها . وخلفها سادنها . فقال خالد

يا عز كفرانك لا سبحانك

إني رأيت الله قد أهانك


ثم ضربها ففلق رأسها ، فإذا هي حممة . ثم قتل السادن .






صنم هبل
وكانت لقريش أصنام في جوف الكعبة وحولها . وأعظمها : هبل . وكان من عقيق
أحمر على صورة الإنسان . وكانوا إذا اختصموا ، أو أرادوا سفرا : أتوه
فاستقسموا بالقداح عنده وهو الذي قال فيه أبو سفيان يوم أحد " اعل هبل "
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " قولوا : الله أعلى وأجل

وكان لهم إساف ونائلة . قيل أصلهما أن إسافا رجل من جرهم ، ونائلة امرأة
منهم فدخلا البيت ففجر بها فيه . فمسخهما الله فيه حجرين فأخرجهما فوضعوهما
ليتعظ بهما الناس فلما طال الأمد وعبدت الأصنام عبدا .

ذو الخلصة
وكان لخثعم وبجيلة صنم يقال له ذو الخلصة ، بين مكة والمدينة . فقال رسول
الله صلى الله عليه وسلم لجرير بن عبد الله البجلي ألا تريحني من ذي
الخلصة ؟ فسار إليه بأحمس . فقاتلته همدان ، فظفر بهم وهدمه .

وكان لقضاعة ولخم وجذام وعاملة وغطفان صنم في مشارف الشام . وكان لأهل كل
واد بمكة صنم إذا أراد أحدهم سفرا كان آخر ما يصنع في منزله أن يتمسح به .

صنم عم أنس
قال ابن إسحاق ، وكان لخولان صنم يقال له عم أنس ، وفيهم أنزل الله ( 6 :
136 ) وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم
وهذا لشركائنا فما كان لشركائهم فلا يصل إلى الله وما كان لله فهو يصل إلى
شركائهم ساء ما يحكمون

فلما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم بالتوحيد قالت قريش ( 38 : 5 ) أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب

وكانت العرب قد اتخذت مع الكعبة طواغيت . وهي بيوت تعظمها كتعظيم الكعبة .
ولما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة : وجد حول البيت ثلاثمائة وستين
صنما . فجعل يطعن في وجوهها وعيونها ، ويقول ( 17 : 81 ) جاء الحق وزهق
الباطل إن الباطل كان زهوقا وهي تتساقط على رءوسها ، ثم أمر بها فأخرجت من
المسجد وحرقت .






رجعنا إلى سيرته صلى الله عليه وسلم فنقول

بدء الوحي
في الصحيح عن عائشة رضي الله عنها قالت أول ما بدئ برسول الله صلى الله
عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة . فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق
الصبح ثم حبب إليه الخلاء . فكان يخلو بغار حراء ، فيتحنث فيه - وهو التعبد
- الليالي ذوات العدد . قبل أن ينزع إلى أهله . ويتزود لذلك . ثم يرجع إلى
خديجة فيتزود لمثلها ، حتى فجأه الحق ، وهو في غار حراء ، فجاءه الملك
فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . قال فأخذني فغطني ، حتى بلغ مني الجهد .
ثم أرسلني . فقال اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ
مني الجهد ثم أرسلني . فقال اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني
الثالثة . تم أرسلني ، فقال لي في الثالثة اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق
الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم
يرجف فؤاده حتى دخل على خديجة بنت خويلد . فقال زملوني ، زملوني ، فزملوه
حتى ذهب عنه الروع . فقال لخديجة - وأخبرها الخبر - لقد خشيت على نفسي .
فقالت خديجة كلا سيرة النبي  0121
ما يخزيك الله أبدا . إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتقري الضيف وتكسب
المعدوم وتعين على نوائب الحق . فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل
بن أسد بن عبد العزى - ابن عم خديجة - وكان قد تنصر في الجاهلية . وكان
يكتب الكتاب العبراني . فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب
وكان شيخا كبيرا قد عمي . فقالت له خديجة يا ابن عم اسمع من ابن أخيك .
فقال له ورقة يا ابن أخي ، ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم
خبر ما رأى . فقال له ورقة هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى ، يا
ليتني فيها جذعا ، ليتني أكون حيا إذ يخرجك قومك ؟ قال أو مخرجي هم ؟ قال
نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي . وإن يدركني يومك أنصرك نصرا
مؤزرا ثم أنشد ورقة

لججت ، وكنت في الذكرى لجوجا

لهم طالما بعث النشيجا

ووصف من خديجة بعد وصف

فقد طال انتظاري يا خديجا

ببطن المكتين على رجائي

حديثك أن أرى منه خروجا

بما خبرتنا من قول قس

من الرهبان أكره أن يعوجا

بأن محمدا سيسود قوما

ويخصم من يكون له حجيجا

ويظهر في البلاد ضياء نور

يقيم به البرية أن تموجا

فيلقى من يحاربه خسارا

ويلقى من يسالمه فلوجا

فيا ليتي إذا ما كان ذا كم

شهدت وكنت أولهم ولوجا

ولوجا بالذي كرهت قريش

ولو عجت بمكتها عجيجا

أرجي بالذي كرهوا جميعا

إلى ذي العرش - إن سفلوا - عروجا

وهل أمر السفالة غير كفر

بمن يختار من سمك البروجا

فإن يبقوا وأبق تكن أمور

يضج الكافرون لها ضجيجا

وإن أهلك فكل فتى سيلقى

من الأقدار متلفة خروجا


فلم يلبث ورقة أن توفي وفتر الوحي حتى حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم
حزنا شديدا . حتى كان يذهب إلى رءوس شواهق الجبال يريد أن يلقي بنفسه منها ،
كلما أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل عليه السلام ، فقال " يا محمد إنك رسول
الله حقا " فيسكن لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طال عليه فترة الوحي غدا
لمثل ذلك فإذا أوفى بذروة تبدى له جبريل فيقول له ذلك . فبينما هو يوما
يمشي إذ سمع صوتا من السماء . قال " فرفعت بصري . فإذا الملك الذي جاءني
بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض فرعبت منه فرجعت إلى أهلي ، فقلت :
دثروني . دثروني . فأنزل الله ( 73 : 1 ، 2 ) يا أيها المدثر قم فأنذر
فحمي الوحي وتتابع "





أنواع الوحي
وكان الوحي الذي يأتيه صلى الله عليه وسلم أنواعا : أحدها : الرؤيا . قال
عبيد بن عمر " رؤيا الأنبياء وحي " ثم قرأ ( 37 : 102 ) إني أرى في المنام
أني أذبحك

الثاني : ما كان الملك يلقيه في روعه - أي قلبه - من غير أن يراه كما قال
صلى الله عليه وسلم إن روح القدس نفث في روعي : أنه لن تموت نفس حتى
تستكمل رزقها وأجلها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملنكم استبطاء
الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله . فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته

الثالث أن الملك يتمثل له رجلا فيخاطبه . وفي هذه المرتبة كان يراه الصحابة أحيانا .

الرابع أنه كان يأتيه مثل صلصلة الجرس وهو أشد عليه . فيلتبس به الملك .
حتى إن جبينه ليتفصد عرقا في اليوم الشديد البرد . وحتى إن راحلته لتبرك به
إلى الأرض وجاءه مرة وفخذه على فخذ زيد بن ثابت ، فكادت ترض .

الخامس أن يأتيه الملك في الصورة التي خلق عليها . فيوحي إليه ما شاء الله
وهذا وقع مرتين كما ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة النجم .

السادس ما أوحاه الله له فوق السموات ليلة المعراج من فرض الصلاة وغيرها .

قال ابن القيم رحمه الله أول ما أوحى إليه ربه أن يقرأ باسم ربه الذي خلق .
وذلك أول نبوته صلى الله عليه وسلم . فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره
بالتبليغ . ثم أنزل الله عليه يا أيها المدثر قم فأنذر فنبأه باقرأ
وأرسله بـ يا أيها المدثر ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين . ثم أنذر
قومه . ثم أنذر من حولهم من العرب . ثم أنذر العرب قاطبة . ثم أنذر
العالمين .

فأقام بضع عشرة سنة ينذر بالدعوة من غير قتال ولا جزية . ويأمره الله بالكف
والصبر . ثم أذن له في الهجرة وأذن له في القتال . ثم أمره أن يقاتل من
قاتله ويكف عمن لم يقاتله . ثم أمره بقتال المشركين حتى يكون الدين






أول من آمن
ولما دعا إلى الله استجاب له عباد من كل قبيلة . فكان حائز السبق صديق
الأمة أبا بكر رضي الله عنه . فوازره في دين الله . ودعا معه إلى الله .
فاستجاب لأبي بكر عثمان وطلحة وسعد رضي الله عنهم .

وبادر إلى استجابته أيضا صديقة النساء خديجة رضي الله عنها . وبادر إلى
الإسلام علي بن أبي طالب رضي الله عنه . وكان ابن ثمان سنين وقيل أكثر إذ
كان في كفالة رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذه من عمه .







شأن زيد بن حارثة

وبادر زيد بن حارثة رضي الله عنه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان
غلاما لخديجة فوهبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما تزوجها . وقدم أبوه
حارثة وعمه في فدائه . فقالا للنبي صلى الله عليه وسلم يا ابن سيد قومه
أنتم أهل حرم الله وجيرانه تفكون العاني وتطعمون الأسير . جئناك في ابننا
عبدك فأحسن لنا في فدائه . فقال صلى الله عليه وسلم " فهل غير ذلك ؟ قالوا :
وما هو ؟ قال أدعوه فأخيره فإن اختاركم فهو لكم . وإن اختارني : فسيرة النبي  0121
ما أنا بالذي أختار على من اختارني " قالوا : قد زدتنا على النصف وأحسنت .
فدعاه . فقال " هل تعرف هؤلاء ؟ " قال نعم أبي وعمي . قال " فأنا من قد
علمت وقد رأيت صحبتي لك . فاخترني ، أو اخترهما " فقال ما أنا بالذي أختار
عليك أحدا . أنت مكان أبي وعمي . فقالا : ويحك يا زيد أتختار العبودية على
الحرية . وعلى أبيك وعمك ، وأهل بيتك ؟ قال نعم قد رأيت من هذا الرجل شيئا ،
ما أنا بالذي أختار عليه أحدا أبدا . فلما رأى رسول الله صلى الله عليه
وسلم ذلك خرج إلى الحجر . فقال " أشهد أن زيدا ابني ، أرثه ويرثني فلما
رأى ذلك أبوه وعمه طابت نفوسهما . فانصرفا . ودعي زيد بن محمد حتى جاء الله
بالإسلام فنزلت ( 33 : 5 ) ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله قال الزهري :
ما علمنا أحدا أسلم قبل زيد .

وأسلم ورقة بن نوفل . وفي جامع الترمذي " أن النبي صلى الله عليه وسلم رآه في المنام في هيئة حسنة

ودخل الناس في دين الله واحدا بعد واحد . وقريش لا تنكر ذلك حتى بادأهم
بعيب دينهم وسب آلهتهم وأنها لا تضر ولا تنفع . فحينئذ شمروا له ولأصحابه
عن ساق العداوة . فحمى الله رسوله بعمه أبي طالب . لأنه كان شريفا معظما .
وكان من حكمة أحكم الحاكمين بقاؤه على دين قومه لما في ذلك من المصالح التي
تبدو لمن تأملها .

وأما أصحابه فمن كان له عشيرة تحميه امتنع بعشيرته وسائرهم تصدوا له بالأذى
والعذاب . منهم عمار بن ياسر ، وأمه سمية وأهل بيته . عذبوا في الله .
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مر بهم - وهم يعذبون - يقول صبرا
يا آل ياسر . فإن موعدكم الجنة






سمية أول شهيدة
ومر أبو جهل بسمية - أم عمار رضي الله عنهما - وهي تعذب وزوجها وابنها . فطعنها بحربة في فرجها فقتلها .

وكان الصديق إذا مر بأحد من العبيد يعذب اشتراه وأعتقه . منهم بلال . فإنه
عذب في الله أشد العذاب . ومنهم عامر بن فهيرة ، وجارية لبني عدي كان عمر
يعذبها على الإسلام . فقال أبو قحافة - عثمان بن عامر - لابنه أبي بكر يا
بني أراك تعتق رقابا ضعافا . فلو أعتقت قوما جلدا يمنعونك ؟ فقال إني أريد
ما أريد . وكان بلال كلما اشتد به العذاب يقول أحد ، أحد .





ابتداء الدعوة
وقال الزهري : لما ظهر الإسلام أتى جماعة من كفار قريش إلى من آمن من
عشائرهم فعذبوهم وسجنوهم وأرادوا أن يفتنوهم عن دينهم . قال الترمذي حدثني
محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة ويزيد بن رومان وغيرهم . قالوا " قام
رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاث سنين مستخفيا " . تم أعلن في
الرابعة . فدعا الناس عشر سنين يوافي المواسم كل عام يتبع الناس في منازلهم
. وفي المواسم بعكاظ ومجنة ، وذي المجاز يدعوهم أن يمنعوه حتى يبلغ رسالات
ربه . ولهم الجنة فلا يجد أحدا ينصره ويحميه . حتى ليسأل عن القبائل
ومنازلها قبيلة قبيلة فيقول أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا
وتملكوا بها العرب ، وتدين لكم بها العجم . فإذا متم كنتم ملوكا في الجنة
وأبو لهب وراءه يقول لا تطيعوه . فإنه صابئ كذاب . فيردون على رسول الله
صلى الله عليه وسلم أقبح الرد . ويؤذونه ويقولون عشيرتك أعلم بك حيث لم
يتبعوك . وهو يقول اللهم لو شئت لم يكونوا هكذا ولما نزل عليه قوله تعالى
( 36 : 214 ) وأنذر عشيرتك الأقربين صعد الصفا فنادى واصباحاه فلما
اجتمعوا إليه قال لو أخبرتكم أن خيلا تريد أن تخرج عليكم من سفح هذا الجبل
أكنتم مصدقي ؟ قالوا : نعم ما جربنا عليك كذبا . قال فإني نذير لكم بين يدي
عذاب شديد فقال أبو لهب تبا لك ، ما جمعتنا إلا لهذا ؟ فأنزل الله قوله
تعالى تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب

قال ابن القيم رحمه الله دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله
مستخفيا ثلاث سنين ثم نزل عليه ( 15 : 94 ) فاصدع بما تؤمر وأعرض عن
المشركين





أول دم أهريق

وفي السنة الرابعة ضرب سعد بن أبي وقاص رجلا من المشركين فشجه . وذلك أن
أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يجتمعون في الشعاب فيصلون فيها .
فرآهم رجل من الكفار ومعه جماعة من قريش . فسبوهم . وضرب سعد بن أبي وقاص
رجلا منهم فسال دمه . فكان أول دم أهريق في الإسلام





استهزاء المشركين
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس وحوله المستضعفون من أصحابه - مثل
عمار بن ياسر ، وخباب بن الأرت ، وصهيب الرومي وبلال وأشباههم - فإذا مرت
بهم قريش استهزءوا بهم وقالوا : أهؤلاء - جلساؤه - قد من الله عليهم من
بيننا ؟ فأنزل الله ( 6 : 53 ) أليس الله بأعلم بالشاكرين وفيهم نزل ( 16
: 41 ) والذين هاجروا في الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم في الدنيا حسنة
ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون ) وقال أبو جهل سيرة النبي  0121
لئن رأيت محمدا يصلي لأطأن على رقبته . فبلغه أن رسول الله يصلي ، فأتاه .
فقال ألم أنهك عن الصلاة ؟ فانتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
أتنتهرني ، وأنا أعز أهل البطحاء ) فنزل قوله تعالى ( 96 : 9 ، 10 ) أرأيت
الذي ينهى عبدا إذا صلى وفي بعض الروايات أنه قال ألم أنهك ؟ فسيرة النبي  0121 ما في مكة أعز من نادي .

وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل " يعفر محمد وجهه بين أظهركم ؟
فقيل نعم فقال واللات والعزى ، لئن رأيته لأطأن على رقبته . فأتى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، وزعم ليطأن رقبته ، فما فجأهم إلا وهو ينكص
على عقبيه ويتقي بيديه . وقال بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة . فقال
رسول الله صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا
فأنزل الله تعالى - لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه - ( 96 : 6 ، 7 )
كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى






الهجرة الأولى إلى الحبشة
وفي السنة الخامسة أمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه بالهجرة إلى
الحبشة لما اشتد عليهم العذاب والأذى . وقال إن فيها رجلا لا يظلم الناس
عنده

وكانت الحبشة متجر قريش . وكان أهل هذه الهجرة الأولى : اثني عشر رجلا
وأربع نسوة . وكان أول من هاجر إليها : عثمان بن عفان رضي الله عنه ومعه
زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وستر قوم إسلامهم .

وممن خرج الزبير وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وأبو سلمة وامرأته رضي الله
عنهم . خرجوا متسللين سرا ، فوفق الله لهم ساعة وصولهم إلى الساحل سفينتين
للتجار . فحملوهم إلى الحبشة . وخرجت قريش في آثارهم حتى جاءوا البحر .
فلم يدركوا منهم أحدا . وكان خروجهم في رجب . فأقاموا بالحبشة شعبان ورمضان
. ثم رجعوا إلى مكة في شوال لما بلغهم أن قريشا صافوا رسول الله صلى الله
عليه وسلم وكفوا عنه .

وكان سبب ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة النجم . فلما بلغ (
53 : 18 ، 19 ) أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ألقى الشيطان
على لسانه تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن لترتجى فقال المشركون ما ذكر
آلهتنا بخير قبل اليوم . وقد علمنا أن الله يخلق ويرزق ويحيي ويميت ولكن
آلهتنا تشفع عنده . فلما بلغ السجدة سجد وسجد معه المسلمون والمشركون كلهم .
إلا شيخا من قريش . رفع إلى جبهته كفا من حصى فسجد عليه . وقال يكفيني هذا
. فحزن النبي صلى الله عليه وسلم حزنا شديدا ، وخاف من الله خوفا عظيما ،
فأنزل الله ( 22 : 52 - 55 ) وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا
تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان ثم يحكم الله
آياته - الآيات ولما استمر النبي صلى الله عليه وسلم على سب آلهتهم عادوا
إلى شر مما كانوا عليه وازدادوا شدة على من أسلم .






كتاب رسول الله إلى النجاشي يزوجه أم حبيبة
فلما كان شهر ربيع سنة سبع من الهجرة . كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم
كتابا إلى النجاشي يدعوه إلى الإسلام . وكتب إليه أن يزوجه أم حبيبة بنت
أبي سفيان . وكانت مهاجرة زوجها عبد الله بن جحش . فتنصر هناك ومات نصرانيا
.

وكتب إليه أيضا : أن يبعث إليه من بقي من أصحابه . فلما قرأ الكتاب أسلم .
وقال لو قدرت أن آتيه لأتيته . وزوجه أم حبيبة وأصدقها عنه أربعمائة دينار .
وحمل بقية أصحابه في سفينتين . فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم
بخيبر وقد فتحها .







بعث قريش إلى النجاشي تطلب إرجاع المسلمين
ولما كان بعد بدر اجتمعت قريش في دار الندوة . وقالوا : إن لنا في الذين
عند النجاشي ثأرا . فاجمعوا مالا . واهدوه إلى النجاشي ، لعله يدفع إليكم
من عنده ولتنتدب لذلك رجلين من أهل رأيكم . فبعثوا عمرو بن العاص وعمارة بن
الوليد مع الهدي . فركبا البحر . فلما دخلا ، على النجاشي سجدا ، وسلما
عليه . وقالا : قوما لك ناصحون . وإنهم بعثونا إليك لنحذرك هؤلاء الذين
قدموا عليك لأنهم قوم اتبعوا رجلا كذابا . خرج فينا يزعم أنه رسول الله ولم
يتبعه إلا السفهاء فضيقنا عليهم وألجأناهم إلى شعب بأرضنا ، لا يخرج منهم
أحد ولا يدخل عليهم أحد . فقتلهم الجوع والعطش . فلما اشتد ع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://starhackers.mam9.com
 
سيرة النبي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ستار هاكرز :: المنتديات العامة :: المنتدى الاســـلامي :: قسم خاص بنبى عليه الصلاه والسلام-
انتقل الى:  
إعلانات مهمة
Like/Tweet/+1
المواضيع الأكثر شعبية
كراك جعل ويندوز 7 اصلي..من تجربتي ...حصريا..
||طريقة جديدة لسرقة حسابات الفيس بوك||
god of war بحجم لايصدق (180 ميغا) مضغوطة
برنامج التركوجان - لاختراق الاجهزة + شرح مفصل للمبتدئين .. اسهل برنامـج للاختراق
اختراق موقع قناة زي أفلام zee aflam المشهورة الخاصة بالأفلام الهندية
||مواقع الصفحات المزورة 2011|| تم تجميعها من طرفي
أكبر مكتبة ألعاب على ستار تايمز + رابط واحد+مباشر+مجربة
تحميل لعبة WWF Smackdown 2 كاملة + مضغوطة
مكتبه كبيره من العاب nintendo ds على المديا فاير
[شرح ] فتح بورت في مودم Dlink/DSL-2640U بالصور -
متطلبات المنتدى

ضع إميلك ليصلك كل ماهو جديد بالمنتدى ولا تنسى التفعيل من الايميل


Delivered by Star Hackers

منتديات ستار هاكرز

↑ Grab this Headline Animator

مواقع النشر
Preview on Feedage: %D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D8%B1-%D9%87%D8%A7%D9%83%D8%B1%D8%B2 Add to My Yahoo! Add to Google! Add to AOL! Add to MSN
Subscribe in NewsGator Online Add to Netvibes Subscribe in Pakeflakes Subscribe in Bloglines Add to Alesti RSS Reader
Add to Feedage.com Groups Add to Windows Live iPing-it Add to Feedage RSS Alerts Add To Fwicki
Add to Spoken to You